عسل المانوكا: بين الحقائق العلمية والتضخيم الإعلامي.. وهل يستحق كل هذا الضجيج؟

عسل المانوكا: حقيقة علمية حول قوة مضادات الجراثيم :
يتميز عسل المانوكا بارتفاع نسبة مادة "ميثيل غليوكسال " (MGO) ، وهي مركب طبيعي أثبتت الدراسات فعاليته كمضاد للجراثيم. ويثبت علميًا أن تركيز هذه المادة في عسل المانوكا قد يصل إلى 100 ضعف ما هو موجود في أنواع العسل الطبيعي الأخرى. هذه الخاصية تجعل عسل المانوكا منتجًا طبيعيًا فريدًا في قدرته على مكافحة بعض أنواع البكتيريا .
الحقيقة المخفية: تلاعب الشركات التجارية بعسل المانوكا :
على الرغم من الفوائد الحقيقية لمادة (MGO) الموجودة بشكل طبيعي في عسل المانوكا، فإن السعر المرتفع لهذا العسل مقارنة بأنواع العسل الطبيعي الأخرى قد فتح الباب أمام بعض الشركات التجارية للتلاعب. تقوم هذه الشركات بإضافة مادة (MGO) كمادة كيميائية مصنعة إلى بعض أنواع العسل الطبيعي الأقل تكلفة، ثم تروج لهذه المنتجات على أنها عسل مانوكا طبيعي للاستفادة من الهالة الإعلامية وسعره المرتفع .
لعبة الأرقام: كيف يتم الترويج لعسل المانوكا المعدل؟
يمكن للمستهلك ملاحظة تركيز هذه الشركات على كتابة والتركيز بشكل كبير على نسبة مادة (MGO) في صور وتسويق منتجاتها. فكلما ارتفعت نسبة هذه المادة المعلنة، ارتفع سعر العسل بشكل ملحوظ. وهذا يدل على إمكانية التحكم بنسبة هذه المادة وإضافتها بشكل مصطنع في عسل المانوكا المعدل تجاريًا .
احذر فخ التسويق: الهالة الإعلامية وسوق عسل المانوكا :
هنا يقع المستهلك تحت تأثير الهالة الإعلامية الضخمة التي تديرها هذه الشركات لزيادة مبيعاتها خارج نيوزيلندا وأستراليا. فما هو متوفر في أسواقنا العربية في كثير من الأحيان قد يكون نسخًا معدلة تجاريًا لتواكب السعر المرتفع لعسل المانوكا الأصلي، ولكن قيمته الشفائية قد لا ترتقي إلى المستوى المعلن عنه .
الحقيقة البديلة: أنواع العسل العربي تتفوق في القيمة الشفائية :
أنا أجزم بناءً على خبرتي ومعرفتي بأن أنواع العسل المحلية والعربية الأصيلة، مثل عسل السدر اليمني الشهير، وعسل الشوكيات بخصائصه الفريدة، وبعض أنواع عسل الأكاسيا كعسل السمر، قد تفوق في قيمتها الشفائية عسل المانوكا النيوزيلندي الذي يتم تداوله في أسواقنا. وهناك أبحاث علمية سعودية وأردنية تدعم هذه الحقيقة وتؤكد على القيمة العلاجية لأنواع العسل العربي .
ختامًا :
عند شراء عسل المانوكا، من الضروري أن يكون المستهلك واعيًا للحقائق وأن لا يقع ضحية للهالة الإعلامية المبالغ فيها. البحث عن مصادر موثوقة والتحقق من جودة المنتج هو المفتاح. تذكروا أن أرضنا العربية تزخر بأنواع من العسل الطبيعي الأصيل الذي لا يقل قيمة وفائدة، وقد يتفوق على عسل المانوكا في بعض الجوانب العلاجية .